6 قواعد ذهبية لتتعلم أي شيء في وقت قياسي
إنّ سرعة تعلم أي شيء قد تحدد جودة الحياة التي نعيشها. تخيل أنّ باستطاعتك أن تحترف المهارة التي طالما أردت تعلمها في عدة شهور بدلًا من سنين، كيف سيؤثر هذا على حياتك.
عدد لا يُحصى من الخبراء والباحثين قد أثبتوا أنّه بإمكاننا تعلم أي شيء في وقت قياسي، الأمر فقط يعتمد على اتباعنا القواعد المناسبة.
لا أحد يعدك بحدوث معجزة هنا، فكما تعلم لا شيء بدون مقابل، ويتحتم عليك أن تستثمر وقتك وجهدك لكي تصل لما تريد.
لكن إذا قررت أن تأخذ القواعد التالية جديًا بتطبيقها في عملية تعلمك، فإنّك ستصل هناك أسرع.
1- ما هو المردود؟
القواعد التالية في هذا المقال لا قيمة لها، إذا لم تقم بهذه الخطوة على الوجه الصحيح، اسأل أي شخص ناجح في صناعته، وسيجيبك أنّ لديه رؤية واضحة ومحددة لما يريد تحقيقه.
لا تبدأ بكيف تتعلم الكتابة، لا تبدأ بما هي البرمجة الكائنية، لا تبدأ بتعلم ما هي الفروق بين الفوتوشوب والإليستراتور.
قبل كل شيء ابدأ بـ لماذا تريد تعلم هذه المهارة أو هذا العلم وما هو مردوده على حياتك أو مهنتك، قد تقرأ مئات الكتب ولا تستفيد منها شيئًا؛ لأنّك لا تعلم لماذا تقرأها، قد تكتب الآلاف من السطور البرمجية ولا تخرج بتطبيق واحد؛ لأنّك لم تحدد ما المردود من كتابتها.
قبل كل شيء توقف للحظة … وأجب سؤال لماذا يجب عليك تعلم هذا الشيء أو ذاك دون سواه؟
2- قلّد الأفضل
“الفنانون الجيدون ينسخون، العظماء منهم يسرقون”
بابلو بيكاسو
لا داعي لاختراع العجلة، فكما يقول توني روبنز: “الكثير من القادة العظماء قد أثبتوا أنّ أسرع طريقة لكي تحترف أي مهارة، أو الوصول لأي هدف في الحياة، هي أن تقتدي بأولئك الذين سبقوك إلى المقدمة على نفس الطريق، إذا كنت تستطيع أن تجد شخصًا قد حقق نفس النتائج التي ترغبها، فبإمكانك أن تخطو نفس خطواتهم فإنّك ستحقق نفس النتائج”، وبالرغم من اختلافي مع هذه المقولة إلّا أنّ بها شيئًا من الصحة، فدراسة آليات واستراتيجيات المحترفين الذين سبقوك في مهنة ما أو تعلم مهارة بالتأكيد ستفيدك في صنع طريقك الخاص.
ففي عصر المعلوماتية اليوم، فإنّ مدربوك ومحاضروك قد يكونون في شكلِ كتب السّير الذاتية، فيديوهات، كتب، والكم الهائل من المعرفة المتاح لمن يريدها.
يوجد الكثير من الحلول الموجودة في هيئة مواقع تعليمية، خير مثال على ما نتكلم عنه هو موقع Udemy فمن يقوم بتطوير المحتوى الموجود فيه هم مبرمجون ومصممون، وكُتّاب وخبراء أعمال الكثير منهم قد حقق نتائج حقيقية وملموسة على أرض الواقع ما يشجعك على التسجيل في دوراتهم، فقط تأكد من السيرة الذاتية للمدرب وما حققه في المهارة أو المجال الذي تريد تعلمه.
3- الاستغراق
تتذكر تلك الأيام عندما بدأت تتعلم قيادة السيارات؟
عندما بدأت كان عليك أن تركز على العشرات من الأشياء في وقت واحد، واحدة منها كيف تتجنب الاصطدام؛ وهذا لأنّنا لم ندمج أنفسنا مع المهارة بالقدر الكافي بعد. لكن بعد الجلوس خلف مقود السيارة للمرة المائة، فإنّنا لم نعد نفكر في التفاصيل الصغيرة ككيفية تشغيل الأضواء عند الضغط على المكابح، وكل ما نفعله هو الاعتماد على الذاكرة للقيام بعمل نفس المهام الخاصة بالقيادة.
دراسة تمت على محترفي العزف على الكمان، دعمت قانون الاستغراق وقاعدة الـ 10 آلاف ساعة لصاحبها مالكوم جلادويل. استنتجت الدراسة أنّ الفرق بين العازف “الجيد” والـ “المحترف” كان فقط 2000 ساعة من التدريب، والممارسة (10 آلاف مقابل 8 آلاف).
بينما يثار الجدل حول قاعدة الـ 10 آلاف ساعة بين العديد من الخبراء، إلّا أنّها لا تنفي حقيقة تأثير التدريب المستمر والتكرار في الوصول لاحترافية مهارة ما، شخص قام بكتابة مائة مقال هو أبعد بـ 90 مقال عن شخص كتب فقط 10 مقالات واكتفى. لا يوجد طرق مختصرة.
4- احصل على التقييم في الحال
لنقل إنّنا نقود من لوس أنجلوس إلى سان فرانسيسكو، وأنّ لديك أسرع سيارة في العالم، إذا أخذت المخرج الخاطئ للطريق السريع دون علم، فإنّ سرعة السيارة لن تفيدك بشيء، في الواقع فإنّه ليس من الحكمة قيادة السيارة بسرعة في هذه الحالة. لأنّ هذا يعني أنّك أخذت طريق خاطئ وسرت فيه أطول مسافة، ما سيكلفك فيما بعد ثمن باهظ للعودة.
هذه من إحدى أهم العقبات التي تواجهنا أثناء التعلم، قد تقوم بتطوير 10 تطبيقات كلهم بنفس الطريقة، فتصبح مليئة بالمشاكل ولا تدري حلها.
نحن نحاول أن نتعلم كل شيء بأنفسنا نطلق على أنفسنا متعلمين ذاتيين، هذا في حد ذاته ربما كبرٌ خفي، لا تريد أن تسأل … لا تريد أن تبدو في صورة الجاهل، في حين أنّك لست جاهلًا حينما تسأل. أنت تريد أن تتعلم.
لقد تركت وظيفة مطور أندرويد في شركة برمجيات كنت أنا المسؤول الوحيد فيها عن تطوير تطبيقات أندرويد؛ وذلك لأنّني وصلت لنتيجة واحدة لا أحد يراجع الكود. إذن فلن أتعلم شيئًا جديدًا، وسيكون عليَّ أن أقوم بجهد مضاعف لكي أطور من نفسي ومن مهاراتي، مثال السيارة مثال رائع الحقيقة لا يهم السرعة التي تسير بها طالما تسير في الطريق الخاطئ، بل بالعكس سيزيد الأمر سوءًا.
أتذكر كذلك معاناتي في حل بعض المشاكل البرمجية لعدة أيام، في حين أنّه كان بإمكاني طرح سؤال على stackoverflow والحصول على الإجابة في بضع ساعات.
5- دعك مما لا يفيد
معظمنا يدرك مخاطر تعددية المهام، ومع ذلك نستمر في فعله، في دراسة على تعددية المهام أظهرت أنّك تستغرق في المتوسط 23 دقيقة و 15 ثانية لتعود لتركيزك الكامل فور أن تشتت نفسك بمهمة أخرى عن تلك التي بيدك.
باعتبار أنّ معظم الناس تعمل 8 – 9 ساعات في اليوم، وكم المشتتات التي نواجهها كل 5 دقائق، فإنّ هذه الدراسة خطيرة جدًا ويجب العثور على بعض الحلول.
بما أنّ تعددية المهام خطر جدًا، وتركيزنا محدود … فمن الطرق التي بإمكاننا اتباعها لزيادة إنتاجيتنا هي ترك ما لا يفيد.
الطريقة المثلى لفعل ذلك هي تطبيق مبدأ باريتو عند القيام بالمهام. في كل شيء تقريبًا يوجد عدة مهام ضرورية ستعود عليك بأغلب النتائج التي تريدها.
مثلًا:
80 بالمائة من دخلك يأتي من 20 بالمائة من المهام التي تقوم بها.
80 بالمائة من معرفتك تأتي من 20 بالمئة من المدربين، الكتب والحلول.
نسبة 80/20 قد تختلف باختلاف الحالة. لكن المبدأ واضح أمور عدة فقط هي التي تهم، ووظيفتك هي أن تعرف ما هو الضروري وما هو الذي لا يفيد، وبالطبع معرفتك هذه تعتمد على القواعد الأربع السابقة.
https://www.arageek.com/2015/02/20/pareto-80-20-rule.html
6- الإصرار طويلًا
في السيرة الذاتية الخاصة بأرنولد شوارزنجر قد أوضح أنّ الناجح من الناس يقوم بشيئين فقط.
- التكرار
- الإصرار الطويل
قد نبهنا على أهمية التكرار. لكن الاستمرار الطويل عادةً أهم بكثير، إذا كان بإمكاننا حصر عدد المواهب، الأعمال، الاختراعات التي دُفنت بسبب قلة الصبر، فسيكون الرقم صادمًا.
يوجد كتاب لـ سيث جودين يدعى المنخفض، الكتاب يدور حول رحلتك الحياتية بمهنتك، ويبسط الأمر بمنحنى توضيحي. هذا المنحنى تقريبًا نفسه في عملية التعلم. يمكنك تسميته منحنى التعلم … المنحنى ببساطة يوضح المراحل التي عليك خوضها في حياتك المهنية أو التعليمية.
في البداية الأمور تسير بسرعة تفهم الكثير من المفاهيم، ثم تنتقل للمرحلة التالية ثم أخرى … وهكذا، حتى تصل لمستوى متوسط تستطيع القيام ببعض البرامج، تستطيع إنجاز بعض تصميمات الشعارات … إلخ، ثم تبدأ مرحلة المنخفض وهي المرحلة التي ينزلق فيها استيعابك وتقدمك في رحلتك التعليمية.
بالطبع فإنّ معظم الحملات التسويقية والدورات تهتم بالأشخاص الذين في بداية المنحنى؛ لأنّهم أسهل في الإقناع. في حين يتجاهل هؤلاء من هم في مرحلة المنخفض والتي تعد أهم مرحلة في تعلم أي شيء، فهي التي تحدد ما إذا كنت ستستمر أو أنّك ستنسحب. معظم الناس ينسحب لعدم إدراكه بخطورة المرحلة وكيفية التعامل معها، ويفضل الخيار الأسهل. الإصرار في مرحلة عدم رؤية النتائج “المنخفض”، وللحديث بقية عن هذه النقطة بالذات في مقال آخر بإذن الله.
آسف لتخييب ظنك في النقاط السابقة، فربما توقعت أنّك ستعرف كيف تتعلم البرمجة في شهر، أو كيف تصير مصممًا مبدعًا في بضعة شهور …
القواعد السابقة ستجعلك تتعلم في وقت قياسي. لسبب بسيط؛ لأنّه وبتجاهلك إياها فلن تستغرق حتى الوقت الطبيعي لتعلم مهارة ما …
أخيرًا إذا كانت لديك خبرات حياتية خاصة فيما ناقشناه من نقاط، فبإمكانك التعليق هنا أو عبر الشبكات الاجتماعية .
التعليقات على الموضوع