عادات الأغبياء العشر، انتبه… فربما تمتلك إحداها!
“عندما تكون ميتًا، فإنّك لا تعلم أنّك ميت، إنّه أمرٌ مؤلم فقط للآخرين… نفس الشيء ينطبق عليك عندما تكون غبيًا”
مقولة عميقة لريكي جيرفيه، أوضحت حقيقة بشرية هامة ألا وهي: إنّه من الصعب جدًا أن نحدد بدقة ونحكم على نسبة ذكائنا الخاصة، فأيًّا كان مستوى ذكاؤك ففي الغالب ستصور لك أفكارك أنك ذكيٌ وإن لم تكن كذلك على الإطلاق! وسواء ذكي أم لا فهي عاداتك وحدها ما يحدد ذلك وأنت وحدك المسؤول عن عاداتك… والآن إليك أهم عادات الأغبياء والتي تمثل فوارق أساسية بين أسلوب حياة كل من الفئتين:
أولًا: الأغبياء دومًا على حق (تأثير دنينج – كروجر)
ففي مواقف الخلاف دائمًا ما يرى نفسه على حق ويثق بأنّه الأعلى كفاءة، لديه من الجمود ما يجعله لا يظهر أي استعداد للنقاش فهو يحارب ويحارب ولكن نقاشه فقط من أجل إثبات صحة رأيه، ومهما كان الطرف الآخر كفء ولديه الحجة فلن يفلح في إقناعه ولن يتزحزح الغبي أو يغير من موقفه في شيء فيما يعرف بتأثير دنينج – كروجر.
على عكس الأذكياء الذين بالرغم من أنّ ثقتهم بأنفسهم كبيرة، إلاّ أنّ دائمًا ما تكون لديهم تلك المرونة والقابلية للإنصات للآخرين ولا يتخذون قراراتهم قبل الاطلاع على النقاشات والأفكار وتحليلها والتأكد من صحة رأيهم الأول، أو حتى تغييره بمجرد أن يجدوا البديل الأفضل، فهم لا يسلمون بشيء بشكل مطلق!
ثانيًا: لا يتحكمون بانفعالاتهم
فعلى الرغم أنّه من المعروف أنّ “صوتك العالي دليل على ضعف موقفك” إلاّ أنّ الأغبياء بمجرد أن يشعروا بأنّهم يفقدون السيطرة على الموقف والأمور لا تسير كما مرتب لها، نراهم ينفعلون وغالبًا ما يندفعون ويلجأون لإظهار مشاعرهم والتصرف بغضب، فهي طريقتهم الدفاعية ظنًا منهم أنّهم بذلك يسيطرون على الوضع ويحمون أنفسهم.
بخلاف الأذكياء الذين لديهم على الأغلب القدرة على التحكم بمشاعرهم، والسيطرة على انفعالاتهم حتى وإن عبروا عن غضبهم من وقت لآخر إلاّ أنّهم يتعاملون بتريث في المجمل.
ثالثًا: أنانيون يتجاهلون مشاعر الغير
الأنانية وتفضيل أنفسنا من طبيعتنا كبشر، إلاّ أنّه من الهام أن نجد طريق للموازنة بين حاجتنا لتحقيق أهدافنا في الحياة، وبين تقدير احتياجات ومشاعر الآخرين، وهذا ما لا يضعه الأغبياء في الاعتبار فهم لا يقدمون شيئًا بلا مقابل، وفي أي شيء لا يرون سوى أنفسهم.
على عكس الأذكياء يتعاطفون مع الآخرين يحترمون مشاعرهم، ويحاولون رؤية الأمور من منظورهم، مما يسهل عليهم تفهم وجهة نظر الآخر، ذلك أنّهم يدركون جيدًا حقيقة الاختلاف، فنحن لسنا نفس الشخص ولا نفكر بنفس الطريقة ولا نؤمن بنفس الأشياء، كما أنّ تصوراتنا ودوافعنا في الحياة أيضًا مختلفة!
رابعًا: يستاؤون من نجاح الآخرين
فالأغبياء يعتقدون أنهم الأفضل على الإطلاق، وبالرغم من أنّ فشل الآخر لا يجعل منك ناجحًا إلاّ أنّ ذلك يسعد الأغبياء ويبذلون سعيًا وراءه مجهودًا أكبر من الذي يبذلونه لنجاحهم الشخصي؛ فهم لا يطيقون نجاح غيرهم ظنًا منهم بأنّ ذلك يقلل من شأنهم ويبعدهم عن بؤرة الضوء!
بخلاف الأذكياء الذين نراهم يحفزون الآخرين، ويساعدونهم على النجاح ولا يخافون من ذلك، فهم مقدرون لكفاءتهم الخاصة ولديهم من الثقة بالنفس ما يكفي، كما أنّهم مؤمنون بأن التعاون يلزم لتحقيق التقدم والإنجاز الكبير بشكل عام، ويتعاملون بمبدأ المنفعة المشتركة أو أن يكونوا بموقف الكل فيه فائز فيما يعرف بال (Win-Win Situation).
خامسًا: لا يتحملون مسؤولية أخطائهم
فالأغبياء هم أشخاص غير مسؤولين لا يعترفون أبدًا بأخطائهم، فعند ارتكابهم أي أخطاء سرعان ما يجدون من يلوموه عليها ويحملوه إياها ويتنصلون من مسؤوليتهم في حدوثها.
بينما على الجانب الآخر نجد الذين يتمتعون بالذكاء هم أشخاص مسؤولون بالكامل عن كل ما يحدث بحياتهم، يتحملون أخطائهم ولا يلومون سوى أنفسهم عليها.
سادسًا: عديمي الصبر، يفضلون النتائج السريعة
فالأغبياء ليس لديهم تصور مستقبلي واضح ويفضلون النتائج السريعة والمتع قصيرة المدى.
على عكس الأذكياء الذين يحرصون بادئ ذي بدء على التأكد من ملائمة خياراتهم وسلوكياتهم في الوقت الحاضر مع ما يريدونه في المستقبل، فنجدهم على استعداد دائم بأن يقدموا تضحيات على المستوى القصير لكنهم في النهاية يستمتعون أكثر ويحصلون على ما يريدون على المدى البعيد.
سابعًا: لا يركزون على أنفسهم
ما أصعب أن تعيش وأنت تحاول إثبات شيئًا ما لأحد!
هذا تحديدًا ما يدركه الأذكياء لذا نراهم ينحون آراء الآخرين وتقييماتهم، وكما ذكرنا من قبل أنّهم مسؤولون عن كل ما يحدث في حياتهم، فهم لا يعطون الآخرين أكبر من حجمهم، في حين نجد الأغبياء يبذلون الكثير من الجهد العصبي والنفسي في محاولة إثبات ذواتهم للآخرين بدلًا من توفيره وبذله في تحقيق ما يريده هو لنفسه وحياته!
ثامنًا: لا يبادرون، فاقدين للقيادة الشخصية
نظرًا لانعدام مهارات القيادة الذاتية لديهم، فالأغبياء لا يعملون إلاّ تحت إشراف وضغط وتشجيع من الغير، وتلقي تعليمات الآخرين، فهم دومًا في انتظار التحفيز منهم!
بعكس الأذكياء… مبادرون يعملون على الأشياء التي يملكون القدرة على التحكم بها (دائرة التأثير)، بدلًا من الانشغال بالأشياء التي لا يستطيعون التحكم بها (دائرة الإهتمامات)، وهم يستخدمون هذة القدرة للتأثير على الأحداث وتوسيع دائرة التأثير الخاصة بهم، ولثقتهم بقدراتهم وشدة إيمانهم بأهدافهم، يحفزون أنفسهم لتحقيقها ويضغطون على أنفسهم للعمل باستمرار تمامًا دون إشراف لإنجاز أعلى المستويات.
تاسعًا: فاقدي الرؤية، لا توجه أو رسالة واضحة في الحياة
فالأغبياء غالبًا ما نجدهم فاقدين للرؤية وغير محددين لهدفهم أو رسالتهم في الحياة، وبالتالي فتصرفاتهم ليست من اختياراتهم الشخصية وما يريدونه لأنفسهم، بينما يتصرفون حسب ما تمليه الظروف والأوضاع أو حتى المشاعر.
بعكس الأشخاص الأذكياء لديهم رؤية شخصية، رسالة وتوجة واضح في الحياة، محددين لأهدافهم وأولوياتهم، وبالتالي نجد أن تصرفاتهم من اختياراتهم وفق ما تمليه عليهم مبادئهم، وما يريدونه لأنفسهم في الحياة.
عاشرًا: غير متجددين
لكي نعمل بفعالية نحتاج من وقت لآخر إلى صيانة وتطوير أنفسنا، وهذا ما لا يلقي الأغبياء الذين يتصفون بالجمود له بالًا أو يكتفون بمستوى معين، لكن الأذكياء معتادون على التجديد والتطوير الذاتي بصفة دورية، والعمل على الأبعاد الأربعة (بدنية، عقلية، اجتماعية، روحية) باستمرار.
وأخيرًا بعد أن وضعت أمامكم العادات التي تمثل فوارق أساسية بين من يملكون المستوى الأدنى والأعلى من الذكاء، فيجب أن أشير إلى أنّ العادة ما هي إلا نقطة التقاء لثلاثة عناصر وهي…
- المعرفة بما أفعل ولماذا.
- المهارة أو كيفية العمل.
- الدافع أو الرغبة لأداءها.
وعلى هذا فإنّ العادات مكتسبة أو يمكن تعلمها، بالتالي بإمكانك العمل على هذة العناصر لتجنب أو التخلص من عادات سيئة وكسب عادات أخرى تجدها مفيدة، فأنت وحدك المسؤول عن عاداتك.
التعليقات على الموضوع